2مجلد.

إن المدخل الصحيح لحصول المرأة على حقوقها العادلة هو إشراك المرأة في تحقيق الأمن وحقوق الإنسان والتنمية، وهي الدعائم الثلاثة لمفهوم الأمن الإنساني، وقد ساعد قرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2000م حول المرأة والأمن والسلام النساء على التغلب على الكثير من الصعاب التي كانت تحول دون اشتراكهن في قضايا السلام والأمن الإنساني. وقد قدمت منظمة المرأة العربية مفهوم الأمن الإنساني كمدخل ومنهج يساعد على تحقيق العدالة من أجل النساء كأساس لتحقيق الأمن والسلام والنهضة القومية والعربية ودعت المنظمة إلى مؤتمر علمي لعرض قضايا المرأة العربية من منطلق الأمن الإنساني، وبلورة أجندة عمل مستقبلية تتوائم مع هذا المنظور، وتعمل على تحقيق العدالة كأساس لضمان أمن الإنسان والأمة. ويحتوي هذا المجلد على الأوراق التي قدمت خلال المؤتمر الذي عقد في أبو ظبي في 11-13 نوفمبر / تشرين الثاني 2008م بدعوة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومعها مقدمة بسيطة تشرح أهمية المدخلات وعلاقتها بمفهوم الأمن، إذ يجب علينا استيعاب هذا المفهوم وتحليله في إطار علمي ونظري واجتماعي سليم حتى نعد القارئ لتقبل فكرة الربط بين الأمن الإنساني وأمن المرأة ووضعها. لقد قدم المؤتمر تعريفاً لمفهوم الأمن، وهو أنه بإختصار شديد ” مواجهة التهديدات ” سواء في ذلك التهديدات العسكرية وغير العسكرية. ومن هنا تبرز أهمية مفهوم الأمان الإنساني بعناصره السبع، وهي الأمن الاقتصادي، والثقافي، والسياسي، والاجتماعي، والبيئي، والصحي، والشخصي، وكل عنصر من هذه العناصر تواجهه تهديدات تتطلب منا مواجهتها بحسم، فبالنسبة للأمن الاقتصادي نجد أن التهديد الأهم هو الفقر، أما بالنسبة للأمن الغذائي فالتهديد هو الجوع، وبالنسبة للأمن الصحي هو المرض والأوبئة بجميع أنواعها، وبالنسبة للأمن البيئي هو التلوث والتغير المناخي والتصحر في المنطقة العربية، وبالنسبة للأمن الشخصي فإن التهديد يتمثل في دروب العنف المختلفة، أما أمن الجماعات، فالتهديدات التي تواجهه كثيرة سواء لأسباب عرقية، أو أسباب دينية، أو أسباب اجتماعية. إن الإنسان هو محور الدولة، وحريته وحقوقه ذات أهمية لا تقل عن أهمية الدفاع عن الحدود والموارد، ولكن هل تستطيع أن تتغاضى عن الاحتياجات والحقوق الخاصة بالمرأة بحجة أن المرأة إنسان، وأن مفهوم الأمن الإنساني كفيل بضمان أمن النساء والرجال بشكل متساو ومتواز لقد أجاب الدكتور قرني ومعه جميع مقدمي الأوراق بالنفي، بل إن الأوراق كلها قدمت المبررات والبراهين على ضرورة تأكيد خصوصية المرأة عموماً والمرأة العربية خصوصاً في هذا المفهوم، لضمان الأمن الحقيقي للإنسان العربي، ولمواجهة الأعباء والتحديات التي تواجها المرأة في المجتمعات العربية.

اللغة العربية.