يشتمل على صور ملونة.

قائمة على قائمة بالمصادر الببليوجرافية.

يتمثل الهدف الأساسي لهذا البحث الإحاطة بظروف النساء اللواتي يكابدن الصراع في أوطانهن العربية. فالمرأة التي يتعرض وطنها لحرب أو صراع تتعرض لمخاطر جمة تهدد أمنها الشخصي وأمن أسرتها ومستقبل أبنائها. بينما يتعرض بلدها لخطر التقسيم، فيما يعاني النسيج الإجتماعي لهذه البلدان من تمزق خطير، يترسخ في وعي أبنائه وقد ينتقل من جيل إلى آخر. وبخلاف تفاصيل الصراع السياسي الذي تطالعنا به نشرات الأخبار على مختلف جيهات الحرب والصراع في البلدان العربية، تبقى تفاصيل حياة البشر وخاصة المرأة غير مرئية وغير موثقة بل وربما منسية ومهمشة لصالح غيرها من التفاصيل العامة والسياسية. ومن ثم يصبح هدف هذا البحث هو تخطي التعمية المفروضة على تفاصيل حياة النساء في قلب الصراع في البلدان العربية، والتعرف على المشكلات التي يواجهنها والمخاوف التي تؤرقهن وتفاصيل المخاطر والتهديدات التي أخرجتهن من مناطقهن الأصلية. فضلًا عن التعرف على المشكلات التي تصاحب نزوحهن أو لجوئهن إلى مناطق أكثر أمنًا وكيف يتدبرن فيها الأمور المعيشية والصحية والتعلىمية، إلى جانب العمل ورعاية أسرهن. كما يتطرق البحث أيضًا لنظرة هؤلاء النسوة لمستقبلهن الشخصي والأسري والوطني وكيف ينظرن لفرص الخروج من الأزمة وإذا ما كن ينشطن بالفعل لتحفيز أنفسهن وأقرانهن للخروج من دائرة الأزمة وعبء الحاجة إلى براح الإعتماد على النفس وإلهام الغير ومساعدتهم. ومن ثم تسعى هذه الدراسة للإجابة على أسئلة، أهمها:
• كيف تتأثر حياة النسوة التي تعاني أوطانهن من حروب وصراعات في الوطن العربي؟
• ما المخاوف التي تجبر النساء على الخروج من مناطقهن؟
• كيف تدير النساء حياة أسرهن بعد الخروج من مناطقهن الأصلية إلى النزوح داخل أوطانهن في مناطق أكثر أمنًا أو اللجوء إلى وطن عربي آخر بحثًا عن الأمان؟
• ماهي أهم المشكلات التي تواجه النساء في بلدان اللجوء ومناطق النزوح في البلدان العربية؟
• ما النواقص التي تعتري الخدمات التي تتلقاها المرأة في مناطق اللجوء والنزوح في البلدان العربية؟
• كيف تتغلب النساء على مصاعب الحياة في مناطق اللجوء والنزوح بما يحمي أسرتها ويحفظ تماسكها؟
• ما المبادرات التنموية التي تساعد النساء على الصمود وتحدي ظروفهن لخدمة مجتماعاتهن وأسرهن وأوطانهن وكيف السبيل إلى تعميمها؟
منهجية البحث:
وفي سبيل الإجابة على هذه الأسئلة، اعتمد البحث على مجموعة من الأدوات البحثية، منها الأدبيات السابقة والأبحاث والتقارير الصادرة عن مختلف المؤسسات الدولية والبحثية والمهتمة بوضع المرأة خلال الصراع في البلدان العربية بصفة خاصة. ولكن اعتمد البحث أيضا وبصفة أساسية على عمل ميداني إمتد بين سبتمبر/ أيلول وديسمبر/ كانون أول 2015 في لبنان والأردن والعراق ومصر، وتخللته زيارات ميدانية لمخيمات وتجمعات وسكن اللاجئين والنازحين في هذه البلدان. فضلًا عن مقابلات معمقة ومجموعات نقاش مع أكثر من 298 لاجئة ونازحة من البلدان العربية منهن 188 سورية وتوزعن بين لبنان والأردن والعراق ومصر. و45 عراقية توزعن بين العراق ومصر و10 لبييات و18 يمنية و19 سودانية و18 صومإلىة من اللاجئات بمصر. فضلًا عن إجراء مقابلات معمقة ومجموعات نقاش مع 76 شخصا من ممثلي المؤسسات الدولية والسلطات الحكومية القائمة على خدمة اللاجئين في البلدان العربية المضيفة، وكذلك 46 شخصاً من ممثلي المجتمع المدني الناشط في خدمة اللاجئين. وقد ساهمت المفوضية السامية لشئوون اللاجئين مشكورة في تنظيم وتسهيل بعض جوانب العمل الميداني خلال جولة فريق البحث ووفد منظمة المرأة العربية بكل من لبنان والأردن والعراق ومصر. بينما أجرى فريق البحث مقابلات ومجموعات نقاش مستقبلية مع لاجئات أخريات بمعزل عن مفوضية اللاجئين. شمل العمل الميداني كل من لبنان (الشمال والبقاع وبيروت) وشمال الأردن (مخيم الزعتري) وشمال العراق (أربيل) ومصر (القاهرة الكبرى).